بين السهول والمخيمات

 

فجر كلّ صباحٍ صيفيّ تتحضّر امّ محمود في خيمتها لنهارها في السّهل. تستيقظ على صوت الآذان، تصلّي، تحضّر فطورها الصباحي، وتحضّر معه بعض الطّعام لتأخذه معها إلى العمل. قبّعتها، وغزّالتها متكئتان على باب خيمتها حيث تعيش مع أبنائها وأحفادها في مخيّم للاجئين السوريين في البقاع. تسند يدها على خصرها وتحمل غزّالتها باليد الأخرى على كتفها. تتجّه الى مدخل المخيّم حيث النساء الأخريات تجمّعن في انتظار أن يقلّهن الشاويش، أي المسؤول عن المخيّم، الى السهول. لا تتكلّم كثيراً امّ محمود، بل تتلفظ بما يلزم فقط، وبالرّغم من قلّة الكلام، الّا أنّ صوتها يصدح طوال النّهار في السّهل وتغنّي أغاني شاميّة قديمة لتمرير الوقت والتسلية.

يراقبها عصام، مالك الأرض، ويستمع لأغانيها التّي تسمع من بعيد، ينظر اليّ ويقول لي

“عمري 40 سنة، وصرلي 40 سنة بسمعها عم بتغنّي عنّا بالسهل.”

امّ محمود امرأة في الثمانينات من عمرها. صلبة وقويّة، وحسب النساء الأخريات، لا أحد يعمل مثلها:

“شغلها نظيف وسريع”.

تصل الى السهل وهي لا تحتاج لأيّ تعليمات نسبةً لخبرتها الطويلة.

“صرلي 60 سنة بشتغل بالسهل!”

تضع قبّعتها القشّ على رأسها وتتغلغل في السهل مع باقي النساء ليبدأ يوم جديد من العمل الشاقّ. أمّ محمود ليست الامرأة الوحيدة الّتي تعمل في السّهل. من بعيد لا يمكننا أن نميّز سوى عدد كبير من قبّعات القشّ المتحرّكة والغارقة بين شتلات اللّوبية والكوسى. فمجموعة كبيرة من النساء السوريات يحصدن سهول البقاع يومياً. الشمس تسطع وتخترق أجسادهنّ ورؤوسهنّ، اليوميّات تتشابه، والمحصول يختلف مع تجدد السهل يومياً. تخرج هؤلاء النساء يومياً الى السّهل من ساعات الفجر الأولى، ويعدن الى مخيماتهنّ عند مغيب الشمس.

لمحة تاريخيّة

في أواخر الستينات – أوائل السبعينات بدأت تتوافد يد عاملة سوريّة الى سهول البقاع. نتيجة الأسعار المختلفة وفرق العملة بين سوريا ولبنان، بدأت ظاهرة “العمالة الزراعيّة الموسميّة”، حيث توافد الرّجال وبعض العائلات ليبيتوا في مخيّمات قريبة من السهول المزروعة. في هذه الفترة، كانت المخيّمات أو “الورش” تبقى في المنطقة خلال المواسم فقط، حيث أنّ جزءاً كبيراً منها يعود الى سوريا بعد انتهاء الموسم في لبنان، الأمر المناسب لطبيعة الزراعات حيث انّ المواسم في لبنان تنشط في فصل الصيف والمواسم في سوريا تنشط في فصل الشتاء.

في أواخر الثمانينات – أوائل التسعينات تغيّر المشهد. مع الأزمة النقديّة في لبنان، عندما خسرت الليرة اللبنانيّة قيمتها وارتفعت، ازداد عدد اليد العاملة السوريّة وتطوّر ليشمل أعمال البناء إضافةً الى الأعمال الزراعيّة. مقابل ذلك، ازداد نزوح اللبنانيين من الريف الى المدينة – بيروت – مما ادّى الى ضعف كبير باليد العاملة اللّبنانيّة، استطاعت اليد العاملة السوريّة ان تحلّ مكانها خصوصاً وأنّ الأجور أصبحت أدنى. هذه الظاهرة ادّت الى انتقال موسمي للعائلات وليس فقط للرجال، مع استقرار عدد كبير منها في مخيّمات حول السّهول. في هذه الحالة كانت الأجور لا تزال مناسبة حيث أنّ عدداً كبيراً كان يلبّي احتياجاته الأساسيّة من طبابة، وأكل ولباس، في سوريا ليعود الى مخيّمه في لبنان.

اختلف المشهد اليوم، والتركيبة الديموغرافيّة أصبحت مختلفة بشكلٍ كامل بعد لجوء عدد كبير من السوريين الى لبنان مع الحرب السوريّة. الانتقال الى لبنان لم يعد مرتبطاً بالأفراد، بل بعائلاتٍ في إقامةٍ دائمةٍ. الوضع الاقتصادي لهذه العائلات اختلف اليوم، مع الفرق في كلفة المعيشة حيث أنّ الأجور باتت لا تكفي، وهناك عدد كبير من اللّاجئين لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم في سوريا. هذه المرحلة شملت أعمال لا تقتصر فقط على الزراعة والبناء بل عدد كبير من المجالات الّتي توازت مع تغيير مجتمعي في طبيعة العمل الّذي لجأ إليه اللّبنانيين.

ازدادت اليد العاملة السوريّة في قطاع الزراعة اللبنانيّة بشكلٍ كبير، وأصبحن اللّاجئات السوريات جزءاً أساسيّاً منه. سناء شابّة سوريّة، تبلغ من العمر 24 عاماً، بدأت بالعمل في السّهل منذ عامّ 2013، أي عند وصولها من سوريا الى لبنان. تقول سناء “في سوريا لم نكن نعمل، كان لدينا عشر غنمات حول المنزل، وكان رجالنا (ابي واخوتي الثلاث) يزورون لبنان موسمياً ليعملون بالسهل وبعد انتهاء الموسم يعودون الى سوريا. اليوم، وبعد لجوئنا إلى لبنان باتت النساء تعمل والرجال لا يفعلون شيئاً.”

“الفعالة”: نساء وفتيات سوريات

معظم العائلات السوريّة المستقرّة في سهول البقاع تعمل في الزراعة بشكلٍ أساسيّ، وتحديداً النساء والفتيات منهم في حين أنّ هذا العمل لا يعتبر لائقاً للرجال. عملهنّ يستمرّ على مدار السنّة، مع ضغط خلال “الموسم” في فصلي الربيع والصيف، الّذي يبدأ في شهر نيسان وينتهي في شهر أيلول. في الأشهر الستّة الشتويّة من السنة تعتاش هذه العائلات على مخلّفات “الموسم”. تخبرنا أمان (33 سنة) عن عملها:

“نعمل طيلة ايام الاسبوع وخصوصاً في المواسم أي حوالي ستة أشهرٍ، واذا مرضنا نرتاح يوماً او اثنين ونعود مباشرةً الى العمل.”

فاطمة فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً. بدأت في العمل بالسّهل عندما بلغت وكان عمرها اثني عشر عاماً. هذه ليست حال فاطمة فقط، بل حال كلّ فتيات المخيمات اللواتي يعملن في الزراعة. تعمل فاطمة حوالى العشر ساعات في النّهار وأحياناً أكثر من ذلك، حسب معطيات الأرض وضغط الموسم. فمعظمهنّ يبدأن نهارهنّ من السّاعة السادسة صباحا ولا ينتهي قبل السّابعة مساءً.

“بدأنا العمل اليوم من الساعة الخامسة صباحاً وانتهينا عند الساعة السابعة مساءً. عملنا باللّوبية والخيار بأرضٍ تعود للمالك نفسه، احياناً نعمل مع مالكين آخرين. أمّا وتيرة العمل خلال النّهار فتختلف حسب ‘الأرض’ ومعطياتها، وحسب ما يجب اخراجه الى السوق. فالبطاطا تنتظر يومين قبل اخراجها، أمّا اللّوبية فيجب إحضارها مباشرةً من تحت يد العاملات الى الأسواق حيث تكون سيّارة البيك آب الخاصّة بالتّاجر في انتظارهنّ الى جانب السهل مباشرةً.”

يومياً في الصباح الباكر يأتي الشاويش في سيارة بيك آب كبيرة لينقلهنّ الى السهول بعدما يتمّ إعلامهنّ في الأمسية السّابقة عن الوقت الّذي عليهنّ التجمع فيه عند مدخل المخيّم وانتظار وصوله. “يحمّلهن” في السيارة وينقلهنّ إلى السهول. العدد و”النوعيّة” تختلف حسب طلب الملّاكين، وحسب نوع العمل، فبعضهنّ أفضل في قطاف الخيار، والبعض الآخر بالكوسى… وبالرّغم من أنّ بعضهنّ يفضّل العمل بشيء معيّن الّا أنهنّ غير مخيرين فعلياً. تقول فاطمة:

“أحبّ أن أعمل بالكوسى، البندورة، والذرة. وأكثر ما أكرهه هو موسم اللفت، حيث نكون في فصل الشتّاء وهناك برد قارس جداً. لكن لا يمكننا أن نختار ما نريد أن نعمل به، فشاويش المخيّم يمنعنا عن ذلك، وعلينا القيام بما يطلبه منّا من دون الإدلاء بآرائنا.”

أمّا “اليوميّة” أي الأجور فهي ثابتة لجميع نساء وفتيات المخيمات. المبلغ المحدد هو 8000 ليرة لبنانيّة لكلّ خمس ساعات من العمل، أيّ حوالي 1500 ليرة لبنانيّة في السّاعة. عادةً ما يحصل الشاويش على 2000 ليرة لبنانيّة من كلّ يوميّة، فتعود النساء الى خيمهنّ مع 6000 ليرة لكلّ خمس ساعات عملن بها. وبالرّغم من ارتفاع عدد ساعات عمل هؤلاء النساء الّا أنّ ما يحصّلونه من أموال يبقى أدنى بكثير مما يمكن أن يحصّله الرّجال مقابل ذات عدد الساعات. أمّا اذا كانت احدى النساء تعيش خارج المخيّم، فهي تحافظ بشكلٍ كاملٍ على 8000 ليرة. كما انّ اليوميّة ممكن أن ترتفع أيضاً حسب عدد “الشراحي” (أيّ الصناديق) الّتي تُملأ: لكلّ ستّة شراحي يوميّة كاملة أيّ 6000 ليرة إضافيّة. في الأوضاع الإقتصاديّة الحاليّة في البلد، مع حالة اللاجئين السوريين، هذه اليوميّة لا يمكن أن تكفي العائلات. تقول ورده (42 سنة):

“هناك الكثير من المهتمّين بالعمل، يلي بروح بجيبو غيرو. في فترةٍ طلبنا بأن تصبح اليوميّة 8000 ليرة لبنانيّة الاّ انّه هناك عدد كبير من السوريين بحاجة الى العمل ولهذا السبب بقيت التسعيرة على 6000 ليرة لبنانيّة.”

الشاويش ومالك الأراضي

زرنا البقاع خلال فصل الصيف، في ساعات الذروة للعمل الشّاق لهؤلاء النساء. قضيت أيّامٍ عديدة معهنّ في السهل ولاحظت وجود سلسلة متكاملة وسلّمٍ تراتبيّ يدخل في عمليّة المحاصيل الزراعيّة يومياً في السهل. هناك مالك الأرض، الشاويش، الوكيل، النساء والفتيات، التّاجر، والأزواج الّذين يكشفون أحياناً على عمل نسائهم. النساء والفتيات يعملن، وأبراج المراقبة حولهنّ لا تكفّ عن إعطاء الأوامر.

عصام رجل أربعينيّ، يملك إحدى السهول. ورث عدد كبير من الأراضي عن أبيه الّذي ورثها بدوره عن أبيه. بشرته داكنة بسبب تعرّضه الدائم للشمس. يبدأ بالعمل من الفجر الى حدّ انتهاء الأعمال في فترة بعد الظهر أو المساء. يتابع عمل الأرض يومياً بكلّ تفاصيله، وعند انتهاء كلّ سهل من محصوله، يشغّل عصام “التراكتور” الخاصّ به، يشعل سيجارته، ويبدأ بتقسيم الأرض من جديد تحضيراً لزراعتها. عند المغيب، ترتاح السهول من العمل، لتبدأ مرشات المياه بعملها لسقي الأراضي. مسؤوليّات عصام لا تتضمّن التعامل مباشرةً مع النساء والفتيات، بل مع شاويش المخيّم. في هذه الحالة يعلم مالك الأرض الشاويش بعدد “الفعالة” المطلوب لحصادٍ معيّن ليأمّنه في اليوم التّالي. بعد الخبرة، أحياناً يطلب عصام من الشاويش أشخاص معيّنين لمحصول معيّن، إلّا أنّ الشاويش لا يلبّي الطلب هذا دائماً.

عصام يعمل في الأرض منذ أن كان صغيراً، فكان يراقب جدّه دائماً وبدأ لاحقاً بالعمل مع أبيه. في فترة عمل جدّه لم يكن هناك ايّ يد عاملة أجنبيّة، ويقول إنّ التوافد بدأ في فترة عمل أبيه أي في السبعينات، وتطوّر تدريجياً الى أن وصل اليوم الى انعدام اليد العاملة اللبنانيّة. اللافت في هذا العمل هو عدم وجود أي أوراق إثباتيّة لأيّ من اتفاقات العمل. يقول الشاويش أن كلّ التفاهمات تحصل شفهياً وليس هناك ايّ شيء مكتوب، وكذلك بالنسبة لعصام حيث يعتبر انّ الأخلاق هي الأساس في التعامل.

أمّا المتابع الأساسي والمراقب لعمل النساء في السهل، بالاضافة الى مهمّة عدّ الشراحي الّتي تملأها كلّ عاملة فهو الوكيل، والموكل بذلك من قبل الشاويش. هو المشرف الأساسي، والمتابع لكلّ الأعمال على الأرض كما انّه يتأكّد من وصول كلّ خيارة الى الصندوق، وعلى الّتي أخطأت أن تعود أدراجها وتبدأ من جديد التفتيش بكلّ شتلة للتأكد أنّها لم تنسَ أي خيارة كما نست زميلتها.

“لا نرتاح. نتوقّف لمدّة خمسة دقائق للراحة ونعود بعدها مباشرةً. المرّة الأولى الّتي نرتاح فيها خلال النهار تكون حوالي السّاعة العاشرة صباحاً ولمدّة خمس دقائق. نشرب المياه سريعاً ولا نتوقّف عن عملنا إلّا إذا سمح بذلك الوكيل,” تقول أمان.

ماذا عن وضع النساء في العمل؟

أحياناً كثيرة يلجأ عصام، مالك الأرض، الى الصراخ، فالوكيل لا يقوم بعمله دائماً. وعندما تحتدّ الأمور، خصوصاً عندما تحصل مشكلة شخصيّة مع إحدى النساء، يتدخّل الشاويش مباشرةً. تقول سناء:

“المالكون يصرخون دائماً في وجهنا ويتحدثون معنا بلهجةٍ قاسيةٍ. واذا حصل اي شيء كالضرب او الاحتكاك الجسدي، عادةً ما نعود الى المنزل، ونشتكي للوالد او الاخ الّذي يتعامل مع الشاويش الّذي يعود بدوره للتعامل مع المالك او الوكيل. وأحياناً نلجأ مباشرةً للشاويش الّذي يصرّ على عدم اللجوء الى الصرّاخ أو العنف كطريقةٍ للتعامل معنا.”

أسباب الصراخ تختلف وعادةً ما تكون لأسبابٍ بسيطة جداً كعدم “التعشيب” بشكلٍ كاملٍ أو “نظيف” (اي إزالة الأعشاب من الارض وحول الشتلات).

“نشعر انّ كرامتنا قد أهينت في حالات كهذه، ولكننا مجبرون على السكوت والصمود فنحن مضطرّون على العمل، نريد أن نعيش ولا حلّ بديل، ‘واذا مش عاجبنا منفلّ وما حدا بيسأل عنّا’. امّا خياراتنا بالعمل فهي محدودة جداً، ولو كان لدينا أي خيار لما كنّا في السهل اليوم،” تقول إحداهنّ.

يقول الشاويش انّ المشاكل بشكلٍ عامّ تنحلّ سريعاً بالتفاهم والنّقاش ويحرص على أن لا تصبح عنفيّة ويقول أنّ “ذلك لا يحصل أبداً”. بعض النساء يتعرضن مع هذه الفكرة، ويقلن انّ مالك الأرض يضرب الفتيات في بعض الحالات.

سابقاً وقبل انفجار الأزمة الاقتصاديّة والماليّة في لبنان، هذه الأجور لم تكن تكفي ولا تتناسب مع المعيشة. مقابل ذلك موضوع زيادة الأجور غير قابل للنقاش خصوصاً وانّ المزارع اللّبنانيّ غير محميّ من الدولة اللبنانيّة وبالتّالي هو بخطر عجز وإفلاس دائم. الغلاء طال الأسمدة، الماكينات الزراعيّة، الفيول، واليد العاملة، مقابل البقاء على سعر الخضار والفاكهة كما هي. اليوم، تأزّم الوضع بشكلٍ كبيرٍ، حيث أنّ عمليّة الاستيراد أصبحت أصعب بكثيرٍ مع انعدام الدولار في البلد، بالاضافة الى تراجع قيمة الليرة اللّبنانيّة بشكلٍ هائلٍ، مما يعني أنّ هذه الأجور لن تزيد والمعيشة ستصبح أصعب.

ينعكس هذا الموضوع على النساء اللّواتي يعترضن على الأجور فيكون الجواب “اذا رحتي منجيب غيرك وأرخص منك كمان”. بالرّغم من حالات العمل الصعبة، هنّ مجبرات على الصمود والسكوت لتأمين أدنى متطلبات العيش من ضمنها إيجار أرض الخيمة في المخيّم، التدفئة، الطبابة والأكل. كما انّ أحد العوامل الأساسيّة الّتي تلعب دوراً في هذا القبول، هي امتناع عدداً من الرّجال عن العمل باعتبار انّ “شغل الأرض للنساء”، فالرّجال يزاولون أشغال مختلفة في البناء والنقليات والشركات، ولا فرص لهم في المجالات الزراعية في لبنان.

تصل سناء الى خيمتها في آخر النّهار وهي تشعر بوجعٍ حادّ في رجليها وظهرها، وبإرهاقٍ كبير. تدخل مباشرةً لتغسل نفسها وتزيل عنها بقايا نهارٍ شاقّ، وتخرج لتجد جدتّها وقد حضّرت لها العشاء. العائلة تنتظرها ليأكلن سوياً يومياً. تجلس سناء لتأكل وقضاء وقت قصير مع العائلة، ثمّ تتجّه الى غرفتها (وهي غرفة باقي أفراد العائلة ايضاً) تصلّي وينتهي نهارها سريعاً في الفراش.

يوميّات هؤلاء النّساء لا تنتهي عادةً في المواسم الّا عند مغيب الشّمس او قبله بقليل. بعد الانتهاء من العمل في السّهل، يخرجن الى حافّة السهل ويتركن الشتلات ورائهنّ فارغة. يبدأ بترتيب الصناديق الّتي تحتوي على المحصول، و يتأكّدن من صفّها بشكلٍ “جذّاب” وأنيق، في حين أنّ التاجر، متجهزاً لنقل البضائع إلى السوق، في انتظارهنّ لينتهين من صفّها في ظهر الشاحنة. ثمّ يتجمّعن على جانب الطريق في انتظار عودة الشاويش لنقلهنّ إلى المخيّم. أمّا مدّة الانتظار تطول حسب وقت الشاويش وتوفّر سيّارة لنقلهنّ، فامّا يجلسن على حافّة أو يستلقين على ظهورهنّ في انتظار العودة.

(Visited 411 times, 1 visits today)