مجلة توك توك
ما هو الـ ”توك توك“؟ قد يقول لكم معظم المصريين أن ”توك توك“ هي وسيلة نقل حديثة وُجدت في الأساس في القاهرة، وهي أقل كلفة من سيارة الأجرة ولكنها أكثر كلفة من باصٍ صغير، مما قد يشكل رفاهية للعديد من الناس. ولكن، منذ شهر كانون الثاني/ يناير، بات لهذه الكلمة ”الطفولية“/ معنىً آخر: مجلة مصورة.
”توك توك“ مجلة فريدة من نوعها، تم إطلاقها حديثاُ في صالة العرض ”تاون هاوس“ الواسعة الشهرة، والمعروفة بتشجيعها لفناني القاهرة الصاعدين. وومضت أنوار الكاميرات في الموقع الذي اكتظّ بفناني الكتب الهزلية المصورة، والأجانب، والمراهقين، وطلاب الفنون… أناس من مختلف مناحي الحياة أتوا لاكتشاف ما الذي يجعل هذا الكتاب الهزلي مميزاً إلى هذا الحد.
تمت طباعة هذه المجلة باللونين الأبيض والأسود، وهي تعكس بعض وقائع الحياة اليومية في القاهرة: زحمة السير، وكابوس الخدمة العسكرية، والإحباط الجنسي، والمضايقات وغيرها من الأمور. ونذكر من بين العديد الذين ساهموا في إطلاق هذه المجلة الهزلية المعاصرة: هشام رحمة، قنديل، خالد عبعزيز، مخلوف، منى سنبل وشناوي. وتسند القصة الهزلية الأولى لرحمة على القصة القصيرة لإبراهيم اسلان التي تروي أحداث امرأة مريضة تسمع الهاتف يرن وتنادي ابنها ليجيب عليه ولكنها تموت في تلك الأثناء.
وثمة المزيد من قصص الكوميديا السوداء. فمخلوف يخبر قصة كاتب كئيب، يعاني صعوبة في التركيز، ويجد نفسه ينجذب إلى ثديَي زوجته. ويدفعه الإحباط إلى تناول قلماً وقتلها به. أما شيناوي، فقد توجه نحو تصوير الحياة اليومية في القاهرة. ويجسد شيناوي، بأسلوبٍ شبيه بالأسلوب البيركوفيتشي بعضاً من جوانب سكان القاهرة، من الشرطة إلى الأفراد المتعصبين.
ففي مصر، يتعين على كل شابٍ تقريباً، تأدية الخدمة العسكرية. وكل واحد منهم يروي قصصه المروعة والأحداث التي عاشها في خلال خدمته العسكرية. وهذا ما قام به خالد أبازيز عبر مشاركته في العدد الأول من ”توك توك“. وأخيراً وليس آخراً، تكتب مونا سانبول عن مغامراتها السيئة كونها فتاة تعيش في القاهرة، فتذكر زحمة السير، ومنع التجول وغيرها من القيود التي قد تفرضها المدينة.
وتسهل ملاحظة أن ”توك توك“ مستوحاة من الأسلوب نفسه للمجلة الفرنسية المصورة ”سبيرو“، مع فرق واحد، هو أن ”توك توك“ مخصصة للكبار فقط (كما هو مذكور بوضوح على غلافها). تصدر المجلة كل شهرين، ويمكن للفنانين الذين يرغبون بالمساهمة بقصصهم في المجلة زيارة الموقع الإلكتروني.
وتعتبر مجلة ”توك توك“ مبادرة جديدة في القاهرة، غير أن المدينة شهدت في الماضي العديد من المشاريع والتي للأسف لم تدم طويلاً. ومن بين تلك المشاريع، مجلة ”غنزير“ التي صدرت للمرة الأولى في عام 2005 على يد المصمم ورجل الأعمال محمد فهمي الذي يعرف أيضاً باسم ”موفا“ وكانت المواضيع التي تناولتها المجلة، ذات الحجم 10×10، شبيهة بالمواضيع التي نراها اليوم في ”توك توك“. وعلى غرار ”توك توك“، صدرت مجلة ”غنزير“ باللونين الأبيض والأسود، وتناولت المسائل الاجتماعية الحاصلة في مصر وطرحتها بأسلوب شبيه بأسلوب ”توك توك“. وطبعاً لم تنسى مجلة ”غنزبر“ السؤال الذي لا بد من طرحه : ”ما الذي تم إنجازه فعلياً منذ عام 2005؟“
ومن بين الإصدارات المميزة أيضاً، رواية ”مترو“، وهي الرواية المصورة الأولى في مصر والتي صدرت في عام 2008 للروائي مجدي الشافعي ويروي الشافعي قصة شاب يتورط مع المخابرات، وهنا تبدأ لعبة القط والفأر التي تدور أحداثها أمام عينك. لم تلقى رواية ”مترو“ ترحيباً لدى الشرطة التي اقتحمت دار النشر وصادرت كافة النسخ لهذا الكتاب. وبعد يومين، اتُهم الشافعي بإصدار رواية ”تتعارض والآداب العامة“.
أثارت هذه القضية ضجة كبيرة واجتذبت انتباه العديدين، من بينهم، المخرج الشهير إبراهيم البطوط الذي دعم الشافعي، في محاكمته، علناً على صفحة فيس بوك. وكان الشافعي لا يزال، صيدلياً متمرناً، حين حضر ورشة العمل في الجامعة الأميركية في القاهرة في عام 2002، حيث قام ”غولو“، الكاتب الفرنسي للقصص المصور، بتشجيعه على الرسم. ومنذ ذلك الحين، تابع الشافعي الكتابة، ويمكننا اليوم الإطلاع على أعماله المستقلة في مكاتب ”ألف“ وغيرها من المكاتب الأخرى. ومع تغير النظام حالياً في مصر، من يعلم، قد نشهد إعادة إصدار لرواية ”مترو“…
ترجمة: سحر جورج غصوب
Image courtesy of TokTok