نهر المجارير في غزة

Society

لقد فاضت مجاري الصرف الصحي عن حدها في غزة، لأن الغزيين غير قادرين على استيراد المواد اللازمة للبناء. ففي بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، يتعين تشغيل أجهزة التهوية والمضخات طوال اليوم بغية معالجة النفايات. وعندما ينقطع التيار الكهربائي بسبب نقص المعدات اللازمة في الشبكة الكهربائية، يتم حرق ألف لترٍ من وقود الديزل النادر يومياً.

كما وإن أحواض الصرف الصحي مصممة لاحتواء 10 مليون لتر من مياه الصرف يومياً، غير أنها حالياً تفيض بـ25 مليون لتر من المياه. وفي السنوات الأخيرة، قتل العديد من الناس عندما فاضت المجارير وغمرت القرى.

وسيزيد الأمر سوءاً إذ أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان غزة ليبلغ 3.2 مليون نسمة في السنوات الخمس القادمة.

إضافة إلى ذلك، إن 40% من سكان غزة الحاليين ليسوا متصلين بنظام الصرف الصحي، مما يعني أن مياه المجارير كلها تتوجه مباشرة نحو الشوارع المكتظة، أو الأراضي الزراعية، أو مباشرة نحو البحر.

وتصب معظم مياه الصرف هذه في نهر “الغائط” في غزة. وإن وادي غزة الذي كان يشكل من قبل مصبٍ لنهر مزدهر على طول البحر الأبيض المتوسط وعلى طول نطاقات الوادي الأحفورية، بات اليوم وادٍ لقرقرةٍ زنخة من النفايات والمواد الكيماوية والنفايات السائلة.

وتمر يومياً مياه الصرف الصحي عبر أنابيب ومجاري عديدة ممتدة من المراكز السكنية وتصب في الوادي مسببة بذلك تدفقات سامة تصل نسبتها إلى 30,000 متر مكعب يومياً. كمت وتجري مياه المجارير تحت الطريق السريع لغزة قبل أن تضرب البحر الأبيض المتوسط. ويختلط النهر البني بالبحر ملوثاً مياهه الزرقاء وناشراً النفايات حول الأناس الذين يسبحون، أو يصطادون، أو يقومون ببناء القلاع الرملية على طول الشاطئ.

ومع كل مخارج الصرف الصحي الموجودة في غزة، لا تزال المدينة تسرب 80 مليون لتر من مياه المجارير في البحر الأبيض المتوسط كل يوم.

ووفقاً لمنظمة الصحية العالمية، باتت الشواطئ ملوثة بالقولونيات البرازية والعقدية البرازية. كما ويعاني الناس من الإسهال، والإسهال الدموي الحاد والتهاب الكبد الفيروسي. وقد تسربت النفايات السائلة إلى المياه الجوفية في المناطق الساحلية التي تشكل المصدر الوحيد للمياه في قطاع غزة. وإلى جانب التلوث، فإن المياه الجوفية مالحة أيضاً بسبب الإفراط في ضخ المياه الذي أدى إلى تخفيض منسوب المياه الجوفية العذبة تحت مستوى سطح البحر.

وفي هذا الصدد، قال السيد كارل شيمبر من لجنة أكسفورد للإغاثة من المجاعة (أوكسفام) : “لا يشكل الوضع في غزة حالة مجاعة، أو جفاف، أو نقص في الموارد. بل إنه أزمة كرامة أوجدتها القرارات السياسية والمجتمع الدولي الذي سمح بحدوث هذا الأمر لمدة ست سنوات.” وأضاف السيد شيمبر قائلاً: ” ليس هناك أي حل آخر سوى الرفع الكامل للحصار. وهذا هو السبيل الوحيد للشعب للوقوف على أرجله من جديد والعيش بطريقة أفضل.”

 ترجمة: سحر غصوب

(Visited 491 times, 1 visits today)

Leave a Reply