أهلاً بكم في بلد العباءات

السيناريو الصيفي الأمثل للكثرين، مكان تحت الشمس، نظارات شمس تتلائم مع البيكيني الأسود، ليموناضه بارده في يد وكتاب في اليد الأخرى .هذا يحصل طيلة السنة في جدّة.فالبرغم من القيود والقوانين الصارمة في المملكة السعودية العربية، بإمكان الأفراد ان يجدوا سبلا للعيش بحرّية. لكن عليهم ان يتصرفوا بسرية تامةّ.فهناك اماكن عديدة في البلاد حيث يكون بأمكانك ان تنسى أنك ما زلت في هذه البلاد.

تمضية نهاية الاسبوع على شواطىء البحر الأحمر

قائمة على خط الشاطىء جدّة تبقى المكان الذي يحوي العشرات من المسابح البحرّية، كل منها افضل من الآخر. والمنتزهات البحرية فخمة عموماً وتشكل مواقع جميلة برملها الأبيض و مياه بحرها الصافية الزرقاء. والمناخ ملائم جداً طوال السنة للسباحة تحت المياه بأستعمال أداة خاصة للتنفسّ، السباحة العادية، والاسترخاء. وهذه المواقع تجذب ايضاً العديد من المنتدبين من مختلف البلدان للعمل في السعودية في لقاءات وحلقات سمر وتسلية.اما المنتجات البحرية فلا تختلف عن سواها في أي مكان آخر في العالم الاّ بوجود حيطان عالية جداً حولها بحيث يستحيل على المارة أن يلمحوا ما يجري بداخلها.

كما يوجد حراس على المدخل للتأكد من هويات الأشخاص وتفتيش سياراتهم بدّقة شديدة، وفقاً لإجراءات الأمن خوفاً من هجمات إرهابية. وحال وصولهم الى داخل المنتجعع البحري، على عكس ما يشاع في الخارج، تلبس النساء البيكيني و ما يحلو لهن من الثياب و يسمح لهنّ بالسباحة والإختلاط مع الآخرين. وهذه الأماكن تكون عموماً مقتصرة على فئة خاصة مختارة بعناية وقادرة على دفع الإشتراكات السنويّة الباهظة. وأصحابها ليسوا من طبقة عادية. وأحد هذه المنتجعات التي تحظى بتقدير كبير لأحد اخوة بن لادن،أي تباين بارز في نمط الحياة إختاره أخوه في أفغانستان.

مدن مصغرّة داخل المدن السعودية

من بين المندبين للعمل في السعودية ، كثيرون يفضلّون العيش في المجمعات السكنية التي تشبه مدنا مصغّرة، مع بركة سباحة، ملعب، وفسحات خضراء متفرقة بين المنازل.هذه المجمعات تكون احجامها مختلفة:من مجمعات صغيرة تتألف عادة من حوالي عشرة منازل الى مجمعات كبيرة جداً من اكثر من فئة. البعض منها يوجد فيها مقاهي، مطاعم، مخازن كبيرة، أماكن لهو ملاعب كرة المضرب وكرة السلّة، مع تجهيزات كاملة وغيرها.

والمجمعات تشبه من وحوه عدة، فسحات صغيرة من الحريّة، بالمقارنة مع القيود الاجتماعية خارجها. الأزواج يشعرون بأنه بإمكانهم ان يتعايشوا معاً دون خوف او تزفّت، واليافعون يتلاقون مع أصدقائهم للتنزه والسهر.لكن يبقى الوجه السلبي في هذه الحالة قائماً على انفعال المندبين من الخارج على المجتمع السعودي كليا.فيعيشون في عالمهم الخاص القائم اصطناعياً على طريقة العيش السائدة في الغرب. اضافة فكلفة السكن في هذه الأماكن مرتفعة ، إلّا لمن يحظى بحمل الشركة التي يعمل فيها على دفع إيجار سكنه.

فلنبدأ بالإحتفال!

وخلافاً للعادات السائدة في المملكة العربية السعودية، لا توجد أية ملاهي، فالحفلات الخاصة تجري في كل الأنحاء وفي مختلف المواقع، طبعاُ في المجتمعات، لكن ايضاً في الفلل الخاصة، المسابح، القنصليات والسفارات. قواعد اللباس تبقى كما هي في اي مكان آخر، ان لم تكن أكثر اسفاراً. و كما في المسابح و المنتجعات، فالحصرية تكون القاعدة. فليس لأي كان أن يحضى بمثل هذه الفرص الصغيرة للانفلات من القيود الاجتماعية. و لكي يفعل ذلك، يكون على المرء ليس فقط أن يستوعب طرق الالتفاف على الانظمة، بل ايضاً ان يعرف الاشخاص الملائمين.

المشروبات الروحية، الممنوعة قطعيا و المعاقب على تعاطيها بشدة بموجب القانون، يمكن ان تجدها في هذه الحفلات، كما في منازل عديدة. و ثمن الكحول المهرب من عدة بلدان قد يصل الى حدّ ثمن الكوكايين. فقنينة الوسكي يمكن ان يصل ثمنها الى مئات الدولارات. كما أن التمتع بكأس منها قد يكون خطراً جداً على مستقبل عمل الشخص في البلد. و كثيرون ممن سجنوا و/أو تعرضوا للطرد من البلاد بعد أن قبض عليهم وهم يتعاطون المسكر.

الأوهام الزائفة

لكن بعد غروب الشمس ، يكون الوقت قد حان لمغادرة المنتجع البحري . وعلى النساء أن يستبدلن البكيني بالثياب مع تغطية كاملة من الرأس حتى مقدم القدم بالعباءة السوداء. الكل يبدون عندئذٍ متساوين. واللون الأسمر المدبوغ بعد جلسات عديدة في الشمس حول البركة يختفي تحت الأكمام السوداء. والحفلات تكون أيضاً منتهية. والثياب الجسورة توضع مجدداً في الخزائن، كما يخبأ الشراب المسكر. و بإنتهاء عطلة نهاية الأسبوع، تعود الحياة إلى الروتين المعهود.

والناس حائرون بين هاتين الواقعتين، القوانين الصارمة في المجتمع السعودي، والحياة داخل الجدران التي تبدو ظاهرياً مثل الحياة في أي مكان آخر، بفارق وحيد وهي انها تدوم لوقت قصير، منفصلة عن باقي السكان، ومخبأة لتجنب عيون النقاد غير المرحب بهم. الكثيرين، تبدو هذه الحياة كأنها انقسمت إلى حيائين مع أوجه مختلفة. قيود على الحياة العامة، وانعتاق من هذه القيود في الحياة الخاصة ولو لبرهة وجيزة.

(Visited 170 times, 1 visits today)

Leave a Reply