إقتحام قسم العائلات
إن الاقامة في المملكة العربية السعودية ليست بالامر السهل. إن القيود العديدة التي تكبلك تذكرك دوما بمكان إقامتك. فهناك العديد من القوانين التي علينا إتباعها لتفادي الوقوع في المشاكل.
الفرد أم العائلة
بحسب القانون السعودي، يحرم على الرجل و المرأة اللذان لا ينتميان الى نفس العائلة و لا تربطهما اي صلة قربة الاختلاط علنا. إن هذه القوانين تطبق بشكل صارم يصعب فهمها حتى على شخص قد أمضى حياته كلها في السعودية. إن أغلب الاماكن العامة مقسومة الى قسمين: قسم للأفراد و قسم للعائلات. لا تعني كلمة “فرد” في هذه الحالة الغير متزوج أو الغير مرتبط، بل تنطبق على أي رجل أو عدد من الرجال قد قرروا الجلوس من غير نسائهم في مكان عام. أما قسم العائلات فيضم أي مجموعة تتضمن إمرأة أو نساء. بالطبع الاماكن العامة في السعودية لا تحتوي على أقسام للنساء فقط، فالاماكن التي تستقبل النساء حصريا تقتصر على صالونات تزيين الشعر و التجميل و المصارف وبعض المحلات التجارية المخصصة لهن.
هناك أيضا مراكز تجارية للعائلات فقط و محظورة على الافراد الرجال و كذلك الامر بالنسبة للمطاعم و هذا القانون قد وضع لعدة أسباب: فبعدما إكتشفت الشرطة أن المراكز التجارية أصبحت تستعمل من قبل الشباب و الشابات للالتقاء، قررت أن تضع حدا لهذا الوضع وذلك من خلال فصل الجنسين و مراقبة تصرفهم.
ولكن بالرغم من هذا القانون نجد أن هناك العديد من الرجال ينجحون في التسلل الى هذه المراكز التجارية و ذلك من خلال مساعدات يتلقونها غادة من مجموعات من النساء الذين يدعون أمام الحرس بأن هؤلاء الشباب يمتون لهم بصلة القربى. في بعض الاحيان يجاري الحرس الشباب في هذه اللغبة و يغضون النظر.
شرطة الكرمة
لدى السطات السعودية هيئة ” الامر بالمعروف و التهي عن المنكر” مهمتها أن تتأكد أن جميع الناس يتصرفون بطريقة أخلاقية ضمن القانون.
أما المطاوعين أو الشرطة الدينية فلديهم أساليبهم الخاصة بالتعامل مع هذا الامر. فمن ممارساتهم مثلا قص شعر الشباب الطويل و المربوط (وفي بعض الاحيان يشكرون غلى هذه الخطوة)، تلاوة المواعظ الطويلة على الرجال الذين يرتدون الحلي و السلاسل الذهبية حول أعناقهم. موعظة النساء حول أي تصرف غير أخلاقي قد يصدر منهم (غير اخلاقي هنا قد تشمل ككلمة أي نوع من التصرف وذلك بالطبع يعتمد على المزاج الشخصي) و بالطبع إجبار الناس على الذهاب الى الجامع خلال أوقات الصلات واقفال المحلات التجارية و المطاعم.
ترتعب النساء الغير محجبات من المطاوعين الذين غالبا ما يصرخون في وجههن طالبين منهن إرتداء العباءة والطرحة. من واجبات هؤلاء الشرطة أيضا الحرص على عدم الإختلاط بين الجنسين.
من السهل جدا التعرف على المطاوعين في الاماكن العمومية فهم يرتدون الثوب العربي وهو أقصر من الثوب التقليدي، يلتحون بذقون طويلة و يحرسهم هذه الايام شرطة عسكرية و ذلك بسبب الهجمات المتكررة من قبل المدنيين عليهم و لإعطائهم صغة رسمية وتجنب تدخل اشخاص متشددين غير موظفين لدى الدولة. ولكن بسبب أساليبهم المشكوك فيها و تاريخهم الغير مشكور(إن العديد من المطاوعين هم في الاصل سجناء سابقون أصبحوا مسلمين تائبين) لم يعد السعوديون يرون الكثير منهم يتجول في الاماكن العامة.
التلاعب بالقوانين
نعم هناك العديد من القوانين التي تنظم الحياة اليومية لدى السعوديين ولكن العديد منهم يجدون طرقا للتلاعب بها، فبعض المواطنين لا يكترثون بكل بساطة بالقانون الذي يجظر اللقاء بالاصدقاء. فالنساء مثلا يتوجب عليهن إرتداء العباءة في كافة الاوقات. تفعل السلطات كل ما في وسعها لابقاء العلاقة ما بين الرجال و النساء شبه معدومة.
تستعمل المطاعم عازلاً خشبياً لتأمين الخصوصية لزبائنها بطلب من بعض الاشخاص. و قد يستفيد بعضهم لإخفاء موعد غرامي قد يسمح ببعض الحرية.
إن هذا التشدد الزائد في المجتمع السعودي قد أدى الى نوع اخر من التصرف الغير متزن حيث أصبح لدى العديد من الشباب السعوديين نظرة خاطئة عن الواقع.
فهناك البعض ممن يحاول بشتى الطرق المختلفة لقاء الفتيات بدءا بملاحقة السيارات للفت النظر و إالصاق أرقام الخليوي على واجهة سيارات الفتيات الى التجمع أمام أقسام العائلات في المطاعم. حديثا بدأ الشباب بكتابة ال بلاك بيري بن على واجهة سياراتهم و ذلك لكي تتصل بهن الفتيات. هذه المواقف بالرغم من أنها كوميدية في بعض الاحيان تزعج الفتيات .
فإذا هناك العديد من الطرق الجريئة التي يمكن للسعوديين إتباعها للهروب من قوانين مجتمعهم القاسية و تخفيف وقع هذا التشدد في حياتهم اليومية باخذ عين الاعتبار خطر الوقوع بالمشاكل إذا ما ضبطوا يخرقون القانون.
ولكن القاعدة بالاجمال هي بإنه من السهل جدا العيش بحرية في الامكنة الخاصة ولكن ليس في الامكنة العامة. فليس عليك إلا معرفة أين الذهاب ، مع من، و الى أي مدى يمكن أن تبقى ضمن حدود القانون.